عشرات الدول اعترفت بالإبادة الجماعية للأرمن أولها مصر إضافة لـ50 ولاية أمريكية
القاهرة استقبلت 50 ألف أرمينى ومكنتهم من التعايش مع المصريين بحرية كاملة
أكد الدكتور «أرمن مظلوميان» رئيس الهيئة الوطنية الأرمينية، أن مصر كانت من أهم الدول التى احتضنت الأرمن فى أعقاب مذابح الإبادة الجماعية التى نفذها الأتراك ضدهم، موضحًا أن هذا الموقف المشرف جعل من مصر وطنا حقيقيا يحبه الأرمن ويرغبون فى المشاركة فى نهضته وتنميته.
وقال فى حوار خاص لـ»الإذاعة والتليفزيون» إن مواقف مصر المشرفة بحق الأرمن متواصلة وممتدة، وأحدثها تصريحات الرئيس السيسى فى مؤتمر ميونخ التى تنصف الأرمن وتدعم مطالبهم العادلة فى الاعتراف بما تعرضوا له من ظلم، مضيفًا أن المساعى المبذولة فى هذا الصدد لا تهدف لإنصاف الأرمن فقط.. بل تسعى لإلزام المجتمع الدولى بإنصاف الشعوب المظلومة وقضاياها العادلة.. مثل القضية الفلسطينية ونضال شعبها ودعم حقوقه العادلة والمشروعة.
ماذا يعنى الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن؟
– الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن يعنى القبول الرسمى بأن المذابح المنهجية والترحيل القسرى للأرمن التى ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية من 1915 إلى 1923 هى فعليًا تمثل إبادة جماعية، ووفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة التى صدرت فى التاسع من ديسمبر عام 1948، يجب منع ومعاقبة مرتكب جريمة الإبادة الجماعية.. وقد ارتكبت بشكل ممنهج وبسبق اصرار.. وعلى نطاق واسع طال مليون ونصف المليون أرمنى، وهى جريمة لا تسقط بالتقادم، وفى تقديرى فإن التجاهل وعدم الاعتراف بالإبادة الأرمنية من قبل المجتمع الدولى وصمة عار على جبين الانسانية.
لماذا تأخرت تحركات الدولة الأرمينية للاعتراف كل هذه العقود؟
– على مدار ١٠٤ أعوام، كانت هناك محاولات للاعتراف رسميًا بإبادة الأرمن، وبالرغم من اعتراف عشرات الدول والمنظمات العالمية والحقوقية بالإبادة الجماعية للأرمن، إلا أن بعض الحكومات أحجمت عن الاعتراف رسميًا بأن عمليات قتل الأرمن هى إبادة جماعية، بسبب لعبة المصالح السياسية والاقتصادية التى تتدخل دائمًا ضد هذا الأمر، وتؤجل معه محاسبة الجاني.
وما تأثير هذا التأخر عليكم؟
– عملية كشف الحقيقة والاعتراف بجرائم الإبادة ضد الأرمن لا تخدم قضيتنا فقط، وإنما تمثل أهمية كبرى لإعادة تأكيد سيادة القيم العالمية وحقوق الإنسان، التى تهدف إلى الحفاظ وحماية الجنس البشرى من جرائم مماثلة، ومنع تكرارها فى المستقبل.. بغض النظر عن السياق السياسى والواقع الجيوسياسي، فهى ليست قضية فردية، فنحن نتفهم تماما القضية الإنسانية للشعب الفلسطيني.. وإعادة حقوقه المشروعة، والتجاهل والإنكار والصمت أمام الجرائم التاريخية، والاستهتار والإهمال لإنسانية الضحايا وحقوقهم، بمن فيهم الفلسطينيون، والنضال الفلسطينى نضال عادل من أجل تحقيق العدالة، ولا بد من منح الفلسطينيين حقوقهم الأساسية.. ليعيشوا بكرامة، ونؤيد كل الجهود المبذولة لإنهاء الصراع بشكل سلمى وكامل.. على أسس الشرعية الدولية.. وعلى الأمم المتحدة تسهيل عملية إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
كيف ترى ما تحقق فى هذا الشأن حتى الآن؟
– فى الواقع إن سياسة إنكار وقوع الإبادة فشلت.. بسبب ازدياد عدد الدول والبرلمانات والمنظمات الدولية المختلفة التى تعترف بالإبادة الأرمينية، بما يشكله هذا الاعتراف من ضغط قانونى وسياسى ودبلوماسى على تركيا، علماً بأن سياسة التهديد بسحب السفراء الأتراك من الدول التى تعترف بالإبادة الأرمنية لم تعد تجدي.
وفى العاشر من شهر أبريل الماضى وافق البرلمان الإيطالى بالأغلبية على اقتراح بدعوة الحكومة للاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن.. ورفع مستوى القضية للمستوى الدولي، وقبل هذه الخطوة اعترفت حكومات وبرلمانات 29 دولة، بالإضافة لـ 49 ولاية من أصل 50 من الولايات المتحدة الأمريكية.
وفى 2016 اعترف برلمان ألمانيا الحليف الأكبر للدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولي، وفى 14مايو 2001 أقر مجلس أوروبا council of Europe بالإبادة الجماعية، كما أصدرت الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية( IAGS) فى ١٩٩٧ قرارًا بالإجماع يعترف بأن المذابح العثمانية للأرمن كانت إبادة جماعية، وفى عام 1984 أصدرت محكمة الشعوب الدائمة حكمًا يقضى بأن الإبادة الجماعية للأرمن هى «جريمة دولية» يتعين على الدولة التركية تحمل مسئوليتها، وأن للأمم المتحدة وكعضو من أعضائها الحق فى المطالبة بهذا الاعتراف ومساعدة الشعب الأرمنى لتحقيق هذه الغاية.
ولماذا ترفض تركيا لليوم للاعتراف بالإبادة الأرمنية ؟
– ثمة أسباب كثيرة تقف وراء الامتناع التركي.. ومنها التعويض المادي، وإعادة الممتلكات الأرمنية.. وهذا يتجاوز التعويض المادي.. وتصل إلى المطالبة بالأراضى التى تعرف بأرمينيا الغربية، حيث جبل أرارات الذى يعد رمزاً وطنياً للأرمن، وثالثا الاعتراف بالإبادة هو بمثابة إدانة للقادة الوطنيين الأتراك الذين أسسوا الدولة التركية، ويحتلون مكانة قومية كبيرة فى وجدان الأتراك، وأستعين هنا بمقولة لأهم المؤرخين الأتراك المعاصرين تانر أكتشام.. الذى قال: «لقد أنشأنا دولة قومية فى عام 1923 وأنشأنا هوية وفقاً لها، واليوم تحولت هذه الهوية إلى حقيقة تحدد تفكيرنا ومشاعرنا، وبعبارة أخرى، العلاقات الاجتماعية والثقافية الكاملة للمجتمع، ولكن إذا بدأنا، على سبيل المثال، فى الحديث عن الإبادة الجماعية الأرمنية، سنرى كيف يبدأ هذا الواقع فى الانهيار، إن الإبادة الجماعية الأرمنية هى حقيقة تاريخية تدمر تماماً بنية هوية المجتمع التركي، وهذا هو السبب فى أننا نتجنب مواجهة التاريخ».
ماذا عن الداخل التركي؟
– فى أبريل 2006 ، اعترفت جمعية حقوق الإنسان التركية بالأحداث باعتبارها إبادة جماعية، وكثير من النخبة التركية يعترفون اليوم بالإبادة ويقرون بها، ويطالبون الدولة التركية بالاعتراف والاعتذار العلنى بما قام به أجدادهم.
ومن طرائف الأمور أن حسن جمال أحد أفراد النخب التركية، حفيد جمال باشا الذى كان له دور كبير فى الإبادة الجماعية ضد الأرمن، يدافع عن الأرمن فى كتابه «إبادة الأرمن فى عام 1915»، وهو صحفى مرموق فى تركيا، وصاحب مقولة: «إن إنكار مذابح الأرمن، يعنى المشاركة فى الجريمة ضد الإنسانية»؛ وقد دعى المجتمع التركى إلى إجراء محاسبة وجدانية، وقال عن كتابه بأنه أراد أن يتجاوز النمطي، وأن يكسر التابوهات، وأن يشعر بعمق الآلام التى خلّفتها هذه الإبادة، وهناك العشرات من النخب التركية والأصوات العاقلة اليوم تتكلم وتعترف بالإبادة الأرمنية.
وفى المقابل هناك رفض رسمى ومحاولة تصدير الأمر بأن قتل الأرمن كان نتيجة للحرب، والحجج الأخرى مثل انضمام الأرمن للجيش الروسي.. وغيرها مما لا يبرر إبادة شعب بأكمله، وهناك أمثلة كثيرة اليوم لصلات صداقة بين مثقّفين أرمن ومثقّفين أتراك يشاركون فى إصدار الدراسات والكتب وإقامة المؤتمرات الدولية حول الإبادة، كما صدر مؤخرًا كتاب باسم «أوامر القتل» للمؤرخ التركى الملقب بشرلوك هولمز الإبادة الأرمنية تانر اكتشام، تثبت وتوثق الأوامر المباشرة للقادة الأتراك للتخلص من الأرمن فى تركيا لتحقيق الحلم الطوراني، ويقدم توضيحًا للخطوط الغامضة بين الحقائق فيما يتعلق بهذه الأحداث، فقد جادلت مدرسة الإنكار منذ فترة طويلة أن هذه الوثائق والمذكرات كلها مزيفة، أعدها الأرمن لتعزيز مطالبهم، وهو ما دحضه هذا الكتاب، بناءً على وثائق حول تلك الفترة، ونراهن على النخبة التركية فى الضغط على حكوماتهم للاعتراف بما اقترفه أجدادهم من جرائم ضد الإنسانية والتصالح مع ماضيهم المؤلم .
ما هذه الاثباتات والوثائق؟
– 76 وثيقة تؤكد ما تعرض له الأرمن، جمعها آرام اندونيان، وهو مثقف أرمينى نجا من الإبادة، حيث إلتقى فى 1918 بموظف بالإدارة العثمانية، هو نعيم أفندي، وكان الأخير يعمل أثناء الإبادة فى مكتب الترحيل فى حلب، واطلع على وثائق كثيرة، منها برقيات وزارة الداخلية يومها.. وعلى رأسها طلعت باشا، تأمر بتصفية الأرمن، رجالًا ونساء وأطفال، ونعيم باشا سجّل ملاحظات حين كان يعمل فى مكتب الترحيل، وعرفت الملاحظات هذه فى وقت لاحق بالمذكرات، ونسخ 52 وثيقة رسمية، وأبدى الاستعداد لبيعها لاندونيان، فالتقاه فى فندق بارون فى حلب، وسلمه الوثائق ونزولا على إلحاح أندونيان وحاجة نعيم إلى المال، زوده بـ24 وثيقة أصلية أخري، بالإضافة لما جاء بتقارير سفراء الدول الأجنبية، ، بالإضافة لآلاف التقارير فى الصحف العالمية ومعظم الصحف المصرية مثل جريدة الأهرام.. رائدة فضح مذابح الأتراك ضد الأرمن، والمقطم، واللطائف المصورة.. وعشرات الصحف الصادرة فى وقتها نشرت على مدى أشهر صور حية عن المجازر، وأرشيفات الدول الكبيرة مليئة بالوثائق، وتم فتح الأرشيفات السرية للفاتيكان مؤخرًا.. ويتم دراستها من قبل المتخصصين، وأرشيف الصور للطبيب الألمانى ارمين ويجنر.. الذى كان يخدم هناك ووثق مآسى المهاجرين الأرمن بشكل واسع، وصوره تشكل سجلًا دقيقًا وإثباتًا لأول إبادة للجنس ممنهجة فى القرن العشرين.
من أهم الوثائق أيضًا إقرار حكم المحاكم العسكرية التركية (محاكمات حزب تركيا الفتاة فى أسطنبول) فى 1919-1920 مذبحة الأرمن بأنها «جرائم حرب»، وحكمت على الجناة غيابيًا بالإعدام، فالمداولات والأحكام الصادرة من محكمة أسطنبول العسكرية عام 1919 أدانت المتآمرين والمحرضين والمساعدين والمنفذين لجريمة الإبادة فى ١٩١٥، ومن بين هؤلاء طلعت باشا وجمال باشا وأنور باشا وآخرون.
ماذا جاء فيها؟
– على سبيل المثال، فيما يخص الوثائق.. فتنص رسالة طلعت باشا فى 22 سبتبمر1915 على «إلغاء حقوق الأرمن على الأرض التركية… ولا يترك أحدًا.. حتى الرضيع فى المهد»، و فى برقية أخرى فى 29 سبتمبر 1915 أرسلت إلى محافظة حلب، قال فيها: «لقد سبق أن أبلغت بالقرار الرسمى الذى اتخذته لجنة الاتحاد والترقى بضرورة إبادة جميع الأرمن داخل تركيا وإزالتهم تمامًا.. وبغض النظر عن شدة التدابير وبغض النظر عن النساء والأطفال والمعاقين، يجب إبادة الجميع دون أى اعتبار لمشاعر الذنب».
وبالنسبة للتقارير، من أهمها تقرير سفير أمريكا لدى القسطنطينية (١٩١٣-١٩١٦) هنرى مورجنتاو.. وكتابه «قتل أمة»، وتكشف تفاصيل المجازر التى ارتكبت، وشهادات شهود العيان بالآلاف.. وأهمهم شهادة الكاتب والمحامى السورى فائز الغصين، حيث تمكن من تهريب مسودة كتابه «المذابح فى أرمينيا» لنشره فى القاهرة عام ١٩١٦، ويسجل الكتاب مشاهداته لما جرى للأرمن على يد النظام الاتحادى الحاكم الذى سعى لتحقيق الحلم الطورانى وتصفية الوجود الأرمني.. من أجل تأسيس دولة قومية قوامها العنصر التركى فقط..
هل ارتبط تواجد الأرمن فى مصر بالإبادة الجماعية التى تعرضوا لها من قبل الأتراك؟
– تواجد الأرمن فى مصر بدأ منذ مئات السنين، ما قبل الإبادة الأرمنية فى ١٩١٥، وطوال فترة وجودهم على أرض مصر لم يدخروا وسعًا فى المساهمة بما لديهم من علم وثقافة فى العمل والمساهمة فى بناء مصر الحديثة، حيث تمصروا واندمجوا فى الحياة السياسية المصرية، وشغل الأرمن أرفع المناصب من أول وزير خارجية لأول رئيس وزراء وآخرين، وقد وصل أعداد الأرمن لخمسين ألفًا فى الخمسينات، لكن تقلص العدد إلى نحو ٧ آلاف حاليًا، وطوال تاريخ الأرمن فى مصر وحتى الآن، يتمتعون بحب وإحترام الشعب المصري، خاصة بعد مذابح الأرمن فى ١٩١٥ حيث تم استقبالهم فى بورسعيد بعد هروبهم من منطقة جبل موسى بتركيا، وأشير هنا لوثيقة فى غاية الأهمية، حيث أصدر فضيلة الشيخ سليم البشرى شيخ الأزهر فى ١٩٠٩ فتوى تدين ذبح الأبرياء الأرمن وتستنكر التنكيل بهم من قبل العثمانيين باسم الدين الإسلامى وهو منهم براء، وقد كانت مصر أيضًا من أول الدول التى بدأت علاقات دبلوماسية مع أرمينيا فى ١٩٩١ بعد إعلان استقلالها، وتعتبر علاقة الصداقة والتعاون بين مصر وأرمينيا القائمة على أساس الاحترام المتبادل والتعاون فى مختلف المجالات هى أساس للعلاقات السياسية الممتازة والمتفاهمة فى معظم الأمور التى تهم الدولتين، خاصة فى المنابر الدولية، وفى لقاءات عديدة مؤخرًا للمسئولين المصريين والأرمن على كل المستويات من وزراء خارجية ورؤساء الوزراء وبرلمانيين، تم مناقشة فرص تنمية العلاقات التجارية والبرلمانية والاقتصادية، وتبادل الخبرات فى عدة مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والأدوية والنسيج وغيرها، كما قامت وزارة الهجرة، وعلى رأسها السفيرة نبيلة مكرم بمبادرة من خلال الدبلوماسية الشعبية للاحتفاء بالجالية الأرمينية التى عاشت بمصر طيلة عقود، وأثرت فى الحياة المصرية وعلى الدور المهم الذى لعبه المصريون الأرمن فى تاريخ مصر الحديث، وما زالوا يسهمون حتى يومنا هذا فى توطيد العلاقات بين البلدين.
ماذا يمثل لكم تصريح الرئيس السيسى فى مؤتمر الأرمن بميونيخ عن مذابح الأرمن؟
– هو يوضح مدى عظمة مصر عبر التاريخ، وريادة الدولة المصرية فى احتواء واستقبال اللاجئ إليها بدوافع إنسانية، واعتبارهم جزءًا من نسيجها الوطني، وإعطائهم فرصة العيش مع شعبها الكريم. حديثه عن مذابح الأرمن من محفل دولى دليل على حرصه على الحقوق الإنسانية لأى شعب عانى الاضطهاد والظلم، وأعتبر كلامه وسامًا على صدر كل مصرى وأرمينى يعيش على أرض مصر.
كيف استطاع الأرمن الحفاظ على خصوصيتهم مع اندماجهم فى المجتمع المصري؟
– عاش الأرمن فى مصر متمتعين بخصوصية ثقافتهم، متعايشين فى سلام وأمان مع المصريين، ومارسوا حياتهم بحرية، محافظين على هويتهم الثقافية، وممارسين لعقائدهم الدينية بكل ترحاب من المصريين على مر السنين وللآن، ومن خلال مؤسساتهم الرياضية والثقافية والدينية، لذلك يدين الأرمن المصريون للشعب المصرى بالشكر والتقدير والولاء لمصر التى ينتمون إليها، ويحملون هويتها بكل تقدير، وأبناء الجالية الأرمينية فى مصر مشاركون فى المجتمع ككل المصريين، ويعملون فى الوظائف المختلفة، علاوة على أنهم مهتمون بالثقافة والإبداع والرياضة، ولهم فرق فنية خاصة بالفلكلور الأرمني، بجانب تقديمهم كذلك للفلكلور المصري، وكذلك فرق شبايبة رياضية وكشافة، كما تقوم الجالية بتنظيم رحلات إلى الوطن الأم أرمينيا للتواصل وخلق روح التعاون بين البلدين، والأرمن المصريين لم يكن لهم أزمة هوية أو صراع ثقافى بين الجذور الأرمينية وإنتمائهم لمصريتهم، فنحن أرمن الجذور مصريو الإنتماء والهوى.
والأرمن من الشعوب التى لعبت دورًا مهمًا فى حياة الدول والأوطان التى عاشوا فيها، وأسهموا فى الحياة الاجتماعية والسياسية والفنية والاقتصادية، وقد أحبهم واحترمهم الجميع لما اتسموا به من أمانة وصدق واخلاص وبسبب المهارات التى كانوا يمتلكونها، ويتميزون بها مما جعلهم يتولون مناصب عليا وبارزة.
كيف تخاطبون أبناءكم بشأن قضيتكم؟
– نحن لا نعادى أحدًا.. ولا حتى الشعب التركي، ولا نزرع الكراهية فى قلوب وعقول أجيالنا الجديدة، إنما ننمى فيهم حب الحياة، والحفاظ على تاريخهم وهويتهم وحقوقهم التاريخية.. مهما طال الزمن، وعدم التفريط فيها، بل ونذكرهم دائمًا بمواقف تركية إنسانية سواء من الشعب أو من بعض القادة الذين ضحوا بوظائفهم من أجل إنقاذ عائلات أرمينية.